بسم الله الرحمن الرحيم
رسالةإلى المجتمع الدولي:
تلافيا للتبعات الاقتصادية الحادة التي قد يواجهها المجتمع الدولي بعد انتهاء الأزمة وما قد يترتب عليها من أضرار فإنني سأطرح هنا بعض الرؤى التي قد تساهم في تخفيف حدة الآثار الاقتصادية المتوقعة على المستوى العالمي وأبدؤها ببعض المسلمات:
١- التسليم بان الاقتصاد العالمي قد يواجه تحديات جسيمة لم يسبق مواجهتها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ١٩٤٥م.
٢- سترتفع نسبة البطالة العالمية بشكل كبير وقد بدأت بوادرها العالمية حيث وصلت البطالة في امريكا لوحدها ال ٢٠٪ وتم تسجيل ١٥ مليون عاطل. وخسرت خلال الأسبوع الماضي ٧٠١ الف وظيفه ويتوقع ان تصل الى ٢٥ مليون عاطل.. ولا يخفى على الجميع اثر الاقتصاد الأمريكي على العالم
٣- اتوقع ان تعود الدول المنتجه الى سياسة الحمائية protectionism اي الى ماقبل ١٩٩٥ (إنشاء WTO ) وباسلوب حاد
٤- ستتغير سياسة المستهلكين باتجاه الترشيد والحذر واتخاذ مسارات جديدة للاستهلاك (مثال بسيط: اقتناء آلات صنع القهوة وتصنيعها منزليًا بدلًا من شراء القهوة الجاهزة من المحلات التجارية).
٥- يتوقع ان تتعرض صناديق التقاعد العالمية الى بعض المخاطر بسبب تحديات الاستثمار
٦- أتوقع تلاشي الطبقة الوسطى في العالم بسبب فقد كثير من الاعمال وازدياد الفجوة بين الأغنياء والفقراء.. وهو الأخطر من كل التبعات الأخرى في نظري نظرًا لما قد يترتب عليه من اثر على الاستقرار العالمي
٧- الأمر يتطلب من المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات غير تقليدية ( راديكالية) على المستوى الدولي العالمي وعلى المستويات المحلية..أهمها :
اولا : الإجراءات العالمية:
٨- اتفاق المجتمع الدولي على هدنة دولية لمدة ٥ سنوات على الأقل و إيقاف الحروب التي تفضي الى خسائر اقتصادية باهضة (تكلفةالسلاح+ تكلفة دمار البنية التحتية+ تكلفة علاج المصابين+ تكلفة تعطيل الإنتاج في منطقة النزاع +.الخ) وإيقاف أنشطة سباق التسلح.وتعويض اصحاب المصانع تلافيًا لمعارضتهم
٩- اتفاق المجتمع الدولي على ترشيد الأنشطة الغير ضرورية والتي لا تضيف قيمة مباشرة …الخ والتركيز على الضروريات استنادا الى المفهوم الاقتصادي ( الضروريات مقدمة على الترفيات/ الإنسولين أولى من الموز ) على الأقل لمدة ٥ سنوات او تعافي الاقتصاد الكوني أيهما اقرب
١٠- التركيز على انتاج المواد التي تضيف القيمة الأكثر للمجتمع البشري
١١- اعادة النظر في أهداف وآليات عمل المنظمات فوق الأممية مثل: منظمة الصحة العالمية ومنظمة التجارة العالمية وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي … الخ وكذلك الكيانات الإقليمية التي تستنزف مدخرات الأعضاء وتضعف السيادة المحلية ولا تضيف قيمة تذكر
١٢- توقيع اتفاق دولي جديد وحازم لتيسير وتسهيل انسياب السلع والخدمات والحد من الإجراءات الحمائية ووضع الاطر التي تكفل تنفيذ الاتفاق بشكل جاد وعملي ولا يمكن الالتفاف عليه كما كان الأمر سابقا
ثانيا: على المستوى المحلي للدول:
١٣- اعادة هيكلة اقتصادياتها بشكل جذري بما في ذلك اعادة صياغة التوجهات والاستراتيجيات الاقتصادية الوطنية للدول وفق مستجدات المرحلة وتحديات الفترة والتركيز على القطاعات الاساسية في التنمية ريثما تتضح الامور بشكل اكثر جلاءا (٥ – ٧ سنوات على الاقل)
١٤- التركيز على سياسة الإنتاج على حساب الاستهلاك لمدة ٧ سنوات على الأقل والتوعية المجتمعية لذلك
١٥- قيام الدول بضخ أموالا لتنشيط الاقتصاد المحلي وحفز الإنتاج
١٦- التركيز على دعم المؤسسات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر باعتبارها الموظف الأكبر للقوى البشرية من جانب ودورها في تعزيز وتنمية الطبقة الوسطى في المجتمع من جانب آخر
١٧- اخيرا: بالنسبة لوطننا العزيز فإننا متفائلون بأننا سنخرج من الأزمة الاقتصادية ونحن أقوى مما كنا عليه قبلها بإذن الله.فكما ان قيادتنا أدارت الأزمة الصحية بكفاءة عالية فهي على ادارة الوضع الاقتصادي المترب عليها اقدر واقوى بمشيئة الله.. اسأل الله ان يحفظ الجميع من كل سوء ومكروه.