بسم الله الرحمن الرحيم

لغير الأغنياء والمترفين

إذا كنت مترفا فلا تقرأ هذا المقال

 

كتبت في الشهر الماضي مقالين عن الاستهلاك الترفي وميلنا كمجتمع نام لتغليب السلوك الاستهلاكي الترفي على الإدخاري والاستثماري، وأنه منهج لا يتناسب وتحديات المرحلة  وأن الأمر يتطلب التوقف ومراجعة منهجنا وسلوكنا الاقتصادي على كافة المستويات الحكومية والاجتماعية والفردية. وقد وردتني عدة اتصالات تؤيد الطرح وتتساءل عما يمكن عمله بالنسبة للعامة ومحدودي الدخل. وقبل الإجابة على هذا السؤال الصعب لعلنا نتفق على أن الغالبية العظمى من مصروفاتنا في عصرنا الحالي هي مصروفات ترفية (لا أعني ترفيهيه)، وإن كانت تبدو غير ذلك. وبمجرد محاولة لمراجعة مصروفاتنا في العام الماضي 2013م، سنلاحظ أن ما يربو على 70% منها كانت مصروفات ترفية وفائضة عن الحاجة، كان بإمكاننا الاستغناء عنها. وهو أمر ينطبق على مصرفاتنا الغذائية من أكل وشرب ، والخدمية من وسائل اتصالات ونقل وماء وكهرباء …الخ.

أعدت بعض دور الخبرة والدراسات الاقتصادية نصائح إسترشادية نحو كيفية صناعة المدخرات ومن ثم الثروات خلال العام الجاري، كان من بينها موقع “ماركت ووتش” وجامعة “سكرانتون” في ولاية بنسلفانيا.

ذكرت الاقتصادية نيوز منها خمسة عشر نصيحة، اخترت منها:

1– تابع نفقاتك اليومية:- احرص على أن تقوم بتدوين كل نفاقتك اليومية أولاً بأول، لتتمكن من تحديد أولوياتك، وإلغاء ما يمكن الإستغناء عنه أو تقليصه.
2– كن واقعياً قدر المستطاع:- إذا لم تجد فكرة إدخار مبلغ مالي كبير مغرية بالقدر الكافي لتحفيزك على الإستغناء عن بند القهوة اليومي، فيمكنك تقليص عدد المرات التي تذهب فيها لشرائها أو إستبدال المقهى الغالي بآخر رخيص.
3– حول مديونياتك ومدخراتك آلياً من حسابك الجاري: تحول إلى الوسائل المصرفية التقنية لدفع مديونيات بطاقة الإئتمان في مواعيدها حتى لا تقع فريسة للغرامات المالية الباهظة،، وبذلك تتجنب أن تُلهيك مشغوليات يومك عن تلك المهام.
4– تجنب الرسوم المصرفية: حاول أن تتجنب دفع الرسوم المصرفية متعددة الإتجاهات والمبالغ فيها بعض الأحيان، كـرسوم السحب من ماكينة الصراف الآلي، وغرامات التأخير، ورسوم الإستعلام عن الحساب المصرفي، وما إلى ذلك من مصروفات يمكن تجنبها تماماً بإختيار المؤسسة المصرفية الموثوقة واختيار الحلول المصرفية الأكثر توفيراً.
5– اقتصد في الفواتير الشهرية:- حاول أن تقتصد في فواتيرك الشهرية، وأهمها فاتورة الجوال.

وأقول، ماذا لو حاول أي منا أن يضع خطة لمصروفاته في العام الحالي بحيث يستغني عن معظم المصرفات غير الضرورية كأن يقتصر في اتصالاته الهاتفية على المكالامات الضرورية وفي توفير مصروفاته في الخدمات العامة من ماء وكهرباء وبنزين وغيره بما يقتصر على الحاجة الفعلية ، وأن يعمل -بقدر الإمكان- على تلافي الغرامات التي تعود إلى تقصيره أو وقوعه ببعض الأخطاء كالسرعة وغيرها. وأن يرشد غذاؤه على قدر احتياجه.

وبعمليات حسابية غير معقدة سيلاحظ أن هناك مصروفات كثيرة فائضة عن الحاجة لا تضيف قيمة تذكر لحياته، كما سيلاحظ أن بإمكانه توفيرمبلغ جيد في نهاية العام يمكن استثماره ليكون مصدرا جديدا لعوائدة السنوية.